بعد قرار أردوغان بتوجيه الاستثمار التركي في مصر.. أسباب اهتمام تركيا بالسوق المصري في 2025

كتبت: فاطمة إسماعيل
في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وتركيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توجيه الاستثمارات التركية إلى السوق المصري، مما يعكس رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
في عام 2025، تزايد اهتمام تركيا بالاستثمار في السوق المصري لأسباب استراتيجية واقتصادية عدة، أبرزها:
1. الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر
مصر تمثل بوابة للأسواق الإفريقية والعربية، وقريبة من أوروبا، مما يمنح الشركات التركية منفذاً واسعاً للتصدير.
قناة السويس تعزز من قيمة مصر كمركز لوجستي عالمي.
2. اتساع السوق المصري
أكثر من 105 ملايين نسمة يشكلون سوقاً استهلاكياً ضخماً، ما يغري الشركات التركية المنتجة للسلع الاستهلاكية والصناعات الغذائية.
3. الاتفاقيات التجارية الإقليمية والدولية
مصر عضو في اتفاقيات مثل الكوميسا واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى، مما يسمح بإعادة تصدير المنتجات التركية المصنعة في مصر بدون رسوم جمركية.
4. تكاليف تشغيل منخفضة
انخفاض تكلفة العمالة مقارنة بتركيا وأوروبا.
توفر الأراضي الصناعية والحوافز الضريبية في مناطق مثل محور قناة السويس والعين السخنة.
5. تحسن المناخ الاستثماري
إصلاحات تشريعية واقتصادية شجعت على دخول المستثمرين الأجانب، منها قانون الاستثمار الموحد وتسهيل إجراءات التراخيص.
6. تعزيز العلاقات السياسية بين القاهرة وأنقرة
تطبيع العلاقات السياسية وتبادل الزيارات بين القيادتين أعاد الثقة وفتح الباب لتعاون اقتصادي أوسع.
7. الفرص في قطاعات واعدة
مصر تقدم فرصًا كبيرة في قطاعات الغزل والنسيج، الطاقة المتجددة، البناء، البتروكيماويات، والتكنولوجيا، وهي قطاعات تلقى اهتماماً خاصاً من الشركات التركية.
8. رغبة تركيا في تنويع الشراكات الاقتصادية
في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، تسعى تركيا لتنويع شركائها التجاريين في المنطقة، ومصر تعد شريكاً مهماً ومستقراً.
أهم المجالات الجاذبة للاستثمار في مصر لعام 2025
الصناعات التحويلية والغزل والنسيج: تعتبر من القطاعات الرئيسية التي تستقطب الاستثمارات التركية، حيث تمتلك الشركات التركية خبرة واسعة في هذا المجال.
الطاقة المتجددة والبنية التحتية: تسعى مصر إلى تطوير مشروعات في مجالات الطاقة الشمسية والرياح، مما يوفر فرصًا كبيرة للاستثمار.
التكنولوجيا والاتصالات: مع التحول الرقمي في مصر، هناك طلب متزايد على حلول التكنولوجيا والاتصالات، مما يفتح المجال أمام الشركات التركية المتخصصة.
الزراعة والصناعات الغذائية: تتمتع مصر بموارد زراعية غنية، مما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار في هذا القطاع، خاصة في مجالات التصنيع الغذائي والتصدير.
السياحة والضيافة: مع استقرار الأوضاع الأمنية، تشهد مصر انتعاشًا في قطاع السياحة، مما يجذب الاستثمارات في الفنادق والمرافق السياحية.
الاتفاقيات الاستثمارية بين مصر وتركيا لعام 2025
في سبتمبر 2024، تم التوقيع على الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا، والذي تضمن عدة مجالات للتعاون:(الرئاسة المصرية)
التجارة والاستثمار: تهدف الدولتان إلى زيادة حجم التجارة البينية إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2027، مع التركيز على إزالة العوائق أمام المستثمرين وتعزيز التعاون في مجالات الصناعة والبنية التحتية. (اليوم السابع)
الطاقة المتجددة: تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
التعليم والتدريب: تضمنت الاتفاقيات تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي وبناء القدرات، بما في ذلك تدريب الدبلوماسيين.
البيئة والصحة: تم التوقيع على مذكرات تفاهم في مجالات البيئة والصحة، بهدف تعزيز التعاون في مواجهة التحديات البيئية والصحية المشتركة.
العلاقات التجارية بين مصر وتركيا:
العلاقات التجارية والاستثمارية بين مصر وتركيا شهدت تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد استئناف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل. وفيما يلي نظرة عامة على طبيعة هذه العلاقات:
1. التبادل التجاري
تركيا من أهم الشركاء التجاريين لمصر، وغالبًا ما تحتل المرتبة الأولى أو الثانية بين أكبر الدول المستوردة للمنتجات المصرية.
بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في بعض السنوات نحو 10 مليارات دولار، مع وجود ميزان تجاري غالبًا ما يكون لصالح تركيا بسبب استيراد مصر كميات كبيرة من المواد الخام والسلع الوسيطة.
تشمل أهم الصادرات المصرية إلى تركيا: الكيماويات، الأسمدة، المنتجات الزراعية، القطن، والغاز الطبيعي.
بينما تستورد مصر من تركيا: المنسوجات، الأجهزة الكهربائية، الحديد والصلب، وقطع غيار السيارات.
2. الاستثمارات التركية في مصر
تركيا تستثمر في مصر بشكل نشط، خاصة في قطاعات: النسيج، الأغذية، الصناعات الهندسية، والمقاولات.
يوجد في مصر أكثر من 2000 شركة تركية تعمل في السوق، وتوفر عشرات الآلاف من فرص العمل.
تركيا تعتبر مصر بوابة للوصول إلى الأسواق الإفريقية والعربية في إطار اتفاقيات التجارة الحرة التي تتمتع بها مصر.
3. التحديات والفرص
التوترات السياسية السابقة أثّرت نسبيًا على العلاقات الاقتصادية، لكن القطاع الخاص في البلدين حافظ على قدر كبير من التعاون.
حاليًا، مع تحسن العلاقات السياسية، هناك فرص كبيرة لزيادة الاستثمارات المتبادلة، وإنشاء مشروعات مشتركة في مجالات الصناعة والطاقة والبنية التحتية.
4. التوجهات المستقبلية
تعزيز التعاون في مجالات جديدة مثل الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، وسلاسل التوريد.
العمل على رفع العوائق الجمركية وغير الجمركية لتسهيل حركة التجارة.
التوقعات المستقبلية
تشير التوقعات إلى أن الاستثمارات التركية في مصر ستتجاوز 3 مليارات دولار في عام 2025، موزعة على حوالي 1700 شركة تركية، منها 200 مصنع متخصص في صناعات الغزل والنسيج والملابس والكيماويات. (العربي الجديد)
كما يخطط رجال الأعمال لزيادة هذه الاستثمارات إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2027، مع التركيز على الصناعات كثيفة العمالة والاستفادة من الحوافز الحكومية. (العربي الجديد)
تعتبر مصر وجهة واعدة للاستثمار في عام 2025، خاصة في ظل التعاون المتزايد مع تركيا في مجالات متعددة. تسهم الاتفاقيات الثنائية في خلق بيئة مواتية للاستثمار، مما يعزز من فرص النمو الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر .