مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا أمام حائط مسدود.. موسكو ترفض هدنة موسعة وواشنطن تهدد بالانسحاب من الوساطة

في مشهد يعكس هشاشة الأمل في وقف نزيف الحرب الأوكرانية، اصطدمت مساعي الوساطة الأمريكية بجدار التعنت الروسي والتصلب الأوكراني، ما ألقى بظلال قاتمة على آفاق أي تسوية محتملة. فبعد أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع النزاع، تتجه الأنظار نحو مفاوضات حساسة تدور في كواليس الدبلوماسية الدولية، تقودها واشنطن وتستضيفها العاصمة السعودية، الرياض.
واشنطن: لا سلام دون خطوات عملية.. والوساطة ليست مفتوحة إلى الأبد
وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أعلن في جلسة مغلقة بمجلس الأمن أن بلاده لن تواصل جهودها الدبلوماسية ما لم يلتزم الطرفان بخارطة طريق واضحة نحو وقف إطلاق النار. واعتبر أن “المراوغات السياسية” تفرغ الوساطة من مضمونها، في إشارة إلى رفض موسكو مقترح الهدنة الموسعة.
وأضاف روبيو: “لن نبقى على الطاولة إلى الأبد بينما يستمر القصف ويُحرم الملايين من الأمن الغذائي والدوائي”.

الكرملين يناور.. ويقترح هدنة “احتفالية” قصيرة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح، من جانبه، مبادرة لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة ثلاثة أيام فقط، تتزامن مع احتفالات “يوم النصر” في روسيا. وهو اقتراح قوبل بالرفض من كييف واعتبرته واشنطن “مراوغة إعلامية” تهدف إلى كسب الوقت دون أي التزام حقيقي.
موسكو، في المقابل، تواصل التمسك بشروطها، وعلى رأسها:
-
الاعتراف الدولي بسيطرتها على 20% من الأراضي الأوكرانية.
-
إنهاء العقوبات الغربية بشكل تدريجي.
-
تعديل الدستور الأوكراني لضمان الحياد ومنع الانضمام إلى الناتو.
كييف: لن نساوم على السيادة.. ونقبل بهدنة مشروطة
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ردّ بحزم على المقترحات الروسية، مؤكداً أن بلاده مستعدة لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، وفق ما طرحته الولايات المتحدة، شرط أن تكون الهدنة شاملة، غير انتقائية، وتؤسس لتسوية دائمة.
زيلينسكي شدد على أن “سيادة أوكرانيا ليست ورقة تفاوض، والمواكب العسكرية لا تغني عن وقف حقيقي للدماء”.
محادثات الرياض.. الأمل الأخير؟
تحتضن الرياض جولات حساسة من الحوار غير المباشر بين موسكو وواشنطن، بحضور أطراف أوروبية وعربية، في محاولة لإيجاد صيغة تضمن هدنة فاعلة تشمل البحر الأسود، وتأمين خطوط الإمداد، وتمهيد الأرض أمام محادثات سياسية شاملة.
دبلوماسيون وصفوا الأجواء بـ”المتوترة”، لكنهم أقروا بأن الفرصة ما زالت قائمة إذا تحققت تنازلات متبادلة.
في ظل تصلب المواقف، تتضاءل فرص تحقيق انفراجة قريبة. وبينما يتصاعد الضغط الشعبي داخل أوروبا لإنهاء الحرب، يخشى مراقبون أن تؤدي انهيارات ميدانية مفاجئة إلى نسف جهود الوساطة بالكامل.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.