الشاباك في القاهرة.. تحرك مصري جديد لإعادة إطلاق صفقة تبادل الأسرى

في تطور جديد يعكس عودة الدور المصري بقوة إلى واجهة الوساطة الإقليمية، عقد رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار، اجتماعًا مهمًا في القاهرة مع اللواء حسن محمود رشاد، رئيس المخابرات العامة المصرية، لبحث سبل استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ تولي اللواء رشاد رئاسة الجهاز، حيث بحث الجانبان – وفقًا لمصادر دبلوماسية – سبل كسر الجمود في ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، في ظل تعثر الجهود السابقة التي كانت تقودها القاهرة منذ شهور.
مقترح مصري جديد.. و”الكابينت” الإسرائيلي منقسم
كشفت مصادر مطلعة أن الجانب المصري طرح مقترحًا يتضمن إطلاق سراح عدد من المحتجزين الفلسطينيين مقابل هدنة مؤقتة، كخطوة أولى تُمهد لاستئناف التفاوض بشأن صفقة شاملة تشمل جميع الرهائن لدى حماس.
وقد رفع رونين بار هذا المقترح إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت). وأفادت تقارير بأن وزير الأمن يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي أبديا دعمًا للمقترح، في حين عارضه كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، بدعوى أنه يمنح “امتيازات مجانية” لحماس.
نفي إسرائيلي للتقدم.. والوسطاء في حالة تأهب
رغم هذه التحركات، نفى مصدر سياسي إسرائيلي أن تكون هناك أي اختراقات جوهرية في المفاوضات مع حماس حتى الآن. وأكد أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام “مبالغ فيه”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تواصل تنسيقها مع الولايات المتحدة ومصر وقطر لمحاولة التوصل إلى صفقة “عادلة” تضمن عودة الأسرى والمدنيين من غزة.
توتر سابق.. ومحاولة لفتح صفحة جديدة
يأتي هذا اللقاء في أعقاب توتر دبلوماسي سابق بين القاهرة وتل أبيب، بعد أن عبّر اللواء عباس كامل، الرئيس السابق للمخابرات المصرية، عن غضب بلاده من ما وصفه بـ”المطالب الإسرائيلية غير الواقعية” خلال إحدى جولات التفاوض السابقة، ما أدى إلى تعليق الاتصالات مؤقتًا.
لكن مع تولي اللواء حسن رشاد المنصب، يبدو أن القاهرة تعيد ترتيب أوراقها، وتسعى إلى استعادة زخم الوساطة، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات في غزة واستمرار العمليات العسكرية.
نتنياهو يدخل على الخط
وفي سياق متصل، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقاءً خاصًا مع رئيس المخابرات المصرية، أكد خلاله أن إسرائيل لن توافق على أي خطة لإعادة إعمار غزة قبل التوصل إلى حل لقضية الجنود والمدنيين الأسرى، في إشارة مباشرة إلى استمرار ربط ملف الإعمار بصفقة التبادل.
تعكس هذه اللقاءات المستمرة حجم الدور الذي لا تزال تلعبه مصر في ملفات غزة الحساسة، رغم العقبات السياسية والتعقيدات الأمنية. ومن المتوقع أن تتواصل الجهود في الأيام المقبلة، في ظل ضغوط أمريكية وأممية لإحياء مسار التفاوض ووقف التصعيد.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.