فضيحة أمنية.. نتنياهو يكشف تفاصيل سرية عن عملية “البيجر” ويثير غضب الموساد
أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة واسعة من الانتقادات في الأوساط السياسية والأمنية، بعد كشفه عن معلومات حساسة تتعلق بعملية استخبارية إسرائيلية تحمل الاسم الرمزي “البيجر”، في خطوة وصفها مسؤولون سابقون بأنها “غير مسؤولة” وقد تُعرّض أمن إسرائيل للخطر.
تفاصيل عملية “البيجر”
عملية “البيجر” (أو “المنبّه”) تُعد من العمليات الاستخباراتية السرية التي نفذها جهاز “الموساد” الإسرائيلي خارج البلاد، واستهدفت بحسب تقارير إعلامية “شبكة إيرانية متقدمة للتخطيط لهجمات ضد مصالح إسرائيلية في الخارج”. ولم تكن تفاصيل هذه العملية معروفة للرأي العام حتى أعلن عنها نتنياهو في تصريح رسمي خلال اجتماع حكومي الأسبوع الماضي.
نتنياهو قال إن “العملية أحبطت مؤامرة كبرى كانت تهدد حياة إسرائيليين”، مشيدًا بجهود جهاز الموساد وواصفًا عناصره بـ”أبطال الظل”. غير أن هذا التصريح، الذي تضمّن معلومات عن توقيت العملية وبعض تفاصيلها، أثار جدلًا واسعًا في المؤسسة الأمنية.
انتقادات حادة من رؤساء سابقين للموساد
علق عدد من رؤساء جهاز “الموساد” السابقين على تصريحات نتنياهو بحدة، معتبرين أن ما أعلنه يشكّل “خرقًا فادحًا لقواعد العمل الأمني والاستخباري”. وقال شبتاي شافيت، الرئيس الأسبق للموساد، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي:
“من غير المقبول أن يتم الكشف عن عملية لا تزال تداعياتها مستمرة، فهذا يعرض حياة العملاء والمصادر الاستخبارية للخطر”.
وأضاف أن الإعلان عن مثل هذه العمليات يجب أن يمر عبر تقييم أمني دقيق، وليس أن يُستخدم لأغراض سياسية أو دعائية.
توتر داخل المؤسسة الأمنية
بحسب مصادر أمنية نقلت عنها صحيفة “هآرتس”، فإن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية عبّروا عن استيائهم من أسلوب نتنياهو في التعاطي مع القضايا الأمنية الحساسة، واعتبروا أن هذا الإفصاح يضر بسمعة إسرائيل لدى شركائها الاستخباريين، لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا، الذين يعتمدون على السرية التامة في العمليات المشتركة.
اتهامات بتسييس الأمن
تأتي هذه الأزمة في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا داخلية بسبب الأوضاع الأمنية في غزة، والاحتجاجات المستمرة ضد سياساته القضائية. ويرى مراقبون أن كشفه عن عملية “البيجر” قد يكون محاولة لصرف الأنظار عن أزماته السياسية، وهو ما اعتبره خصومه تسييسًا للعمل الأمني.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد:
“نحن نفتخر بقدرات الموساد، لكن استخدام هذه النجاحات لأغراض سياسية يضر بأمن الدولة ومصداقيتها الدولية”.
هل تتأثر العلاقات الاستخبارية الدولية؟
محللون في الشؤون الأمنية حذروا من أن هذا السلوك قد يؤثر سلبًا على الثقة بين “الموساد” ونظرائه الدوليين، خاصة أن الحفاظ على سرية العمليات يُعد من الركائز الأساسية للتعاون الاستخباري. وقد يؤدي هذا الانكشاف إلى إعادة النظر في نوعية المعلومات التي تُشاركها بعض الدول مع إسرائيل مستقبلًا.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.