مهزلة وتهديد مباشر لصناعة النشر فى مصر

القاهرة: العاصمة والناس
تتابعت ردود فعل المثقفين المصريين الغاضبة، إثر أزمة معرض الرباط للكتاب، معلنين تضامنهم مع الناشرين المصريين من المتضرين من تأخر وصول كتبهم للمعرض حتى اليوم السادس من عمر المعرض.
أزمة معرض الرباط للكتاب كاشفة للثقافة في مصر
وقال الكاتب كريم علي القاهري، : “للأسف أزمة معرض الرباط للكتاب تعتبر أزمة كاشفة للثقافة فى مصر، تعرض واجهة الثقافة المصرية لهذه الهزة لا أقول الفضيحة، هو أمر جلل وغير مقبول”.
وأضاف: “لكن واضح أن الجهات المسؤولة لا تزال تنظر للمنطق الثقافي على أساس أنه صنعة وليس صناعة، فالصناعة تقوم بالمقام الأول على الترتيب والتنسيق والنظام، لأنى أنتظر من الصناعة إسهامات يومية وحيوية فى المجتمع ومردودا اجتماعيا واقتصادي، لكن الجهات المسؤولة وحتى الآن لم تعبأ بالخسائر المادية الفادحة التى تكبدتها دور النشر خلال أزمة معرض الرباط”.
وتابع “القاهري”: “وهذا هو الجانب الاقتصادي، أما بالنسبة للجانب المعنوي فهو للأسف الجانب الأكثر سوءا فدور النشر المصرية والكاتب المصري هما قوة مصر الناعمة ويحملون إرثا تاريخيا عظيما وأكبر الإسهامات فى تاريخ الثقافة العربية، وللأسف حاليا انكشف أمام الوطن العربي كله الخلل والارتباك وعدم التنسيق والنظرة الدونية للمنتج الثقافي، فدور النشر المصرية والكاتب المصري يُشد إليهم الرحال، إن جاز التعبير، ومعرض القاهرة خير دليل فالأشقاء العرب يأتون خصيصا إلى المعرض للاغتنام من كنوز دور النشر المصرية، فما بالك بسفر هذه الدور عند السفر لأى معرض عربي! ولهذا أكاد أجزم بأن معرض الرباط للكتاب فقد كثيرا من بريقه بالمهزلة التى حدثت مع دور النشر المصرية”.
أما تأثير هذا على الكاتب سواء كاتب حديث أومخضرم فهذا يؤثر على وجاهة الكاتب المصري الراسخة على مدار التاريخ بأنه أقدم كاتب فى المنطقة.
وأشار إلى أن هذه الأزمة أظهرت أن النظرة لأولئك الكتاب غير مبجلة بل وهامشية، ليس هناك حرص على توصيل منتجه العقلي والفكري والأدبي فى أبدع صورة، وأظهرت أيضا أن الكاتب ليس سفيرا للثقافة والعقل المصري، بالإضافة إلى أن الأزمة أضعفت فرصة رواج فكري ممتدة فى كل القطر، فالهدف بالأساس هو توسيع وتوصيل المنتج الفكري للدولة من غير الناطقين بالعربية، لكن الأزمة أوضحت أن هناك أمدا بعيدا بيننا وبين الوصول لهذه النقطة، لأن البيت الثقافي الداخلى متمثل فى وزارة الثقافة واتحاد الناشرين المصريين يحتاج الكثير من العمل والنظام والتغير فى التفكير والمنهج والنظرة لفكرة الثقافة المصرية وإسهاماتها، فقد أتضح أن دور النشر مصرية تعافر منفردة من دون ظهير حقيقي مقتنع بأهمية الدور الذى تقدمه.
واختتم “القاهري”: “أعتقد أن استمرار اتحاد الناشرين المصريين ليس له أى مبرر بعد هذه الأزمة، لأن الأزمة أثبتت فشلا ذريعا فى نظام الاتحاد، ولأنها أزمة غير مقبولة مهما تم الإعلان عن تعويضات، إلا أن تعرض واجهة الثقافة المصرية لهذه الهزة غير مقبول مثلما حدث فى اتحاد الكرة عندما خرج منتخب مصر من البطولة يتم إقالة الجميع، كذلك لا بد أن يحدث هذا فى اتحاد الناشرين المصريين، لأن موعد بدء معرض مسقط غدا، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث، ثم معرض أبو ظبي، فنفس العقلية هى من تتخذ الإجراءات فأعتقد أن القرارت ستكون متشابهة”.
أزمة معرض الرباط للكتاب مسئولية اتحاد الناشرين
ومن جانبه قال الكاتب الدكتور شريف شعبان: “ما حدث من مأساة في معرض الرباط للكتاب من عدم وصول شحنات الكتب، هي مسؤولية أصيلة لاتحاد الناشرين المصريين، والذي أتمنى أن يقدم تفسيرا ويفتح تحقيقا جادا لما أصاب الثقافة المصرية من ضرر والتي تعد إحدى القوى الناعمة لمصر أمام العالم، كما أتمنى تسليط الضوء ودق الناقوس أمام الرأي العام لعدم تكرار ما حدث، فالثقافة والكتاب لا يقلان أهمية عن بـ لبن والقشطوطة”.
وبدوره قال الشاعر، عمر شهريار: “ما حدث مع الناشرين المصريين في معرض الرباط للكتاب، وما نتابعه طوال الأيام الماضية من استغاثات وصور لأجنحة فارغة من الكتب هو مهزلة مكتملة الأركان، وتهديد مباشر لصناعة النشر في مصر”.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.