الولايات المتحدة تشعل حربًا جمركية لن تكسبها

القاهرة: العاصمة والناس
قالت الصحفية والكاتبة الصينية “سعاد ياي شين هوا”، فيما يتعلق بإعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الصين، إن الصين أكدت انتقادها لسلوك الولايات المتحدة بشأن فرض الرسوم الجمركية الأحادية على دول أخرى.
وأشار المتحدث الصيني إلى أن الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كأداة للضغط الأقصى وكوسيلة لتحقيق مصالحها الذاتية، ووضعت مصالحها فوق الصالح العام العالمي، فإن الصين لن تقبل هذه الهيمنة الاقتصادية والتجارية.
وأوضحت أن الصين أكدت ضرورة اتخاذ لإجراءات مضادة، حيث أشارت إلى أن هذه الإجراءات الصينية المضادة تهدف إلى حماية مصالحها المشروعة في التنمية، وفي الوقت نفسه، للدفاع عن العدالة الدولية ونزاهة النظام التجاري المتعدد الأطراف والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي. أمام السلوك الأمريكي المتنمر، لا يمكن للصين أن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك الحقوق والمصالح المشروعة لشعبها، ولن تسمح بتقويض قواعد التجارة الدولية.
وأشارت إلى أنه في ظل تصاعد الرسوم الجمركية، الصين قد تتخذ عدة خطوات إضافية للرد على هذه الضغوط، استنادًا إلى الإجراءات التي اتخذتها بالفعل والآليات السياسية والاقتصادية المتاحة لديها.
أولًا، قد تتخذ الصين المزيد من التدابير الدقيقة لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى السوق الصينية. رغم أن الصين قد رفعت رسومها الجمركية على الواردات الأمريكية لتجعل نسبتها وصلت إلى 84 في المائة، لكن مازال هناك مجالا لزيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع الأمريكية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل كبير، مثل المنتجات الزراعية والمواد الخام الطبية والمعدات شبه الموصلة.
وتابعت ” ياي شين هوا” كما قد تتخذ الصين لفرض قيود على المزيد من تصدير مواد المعادن إلى السوق الأمريكية، والبعض منها هو مواد أساسية للصناعات التكنولوجية والفضائية والطاقة المتجددة، والولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الصين في تأمين إمداداتها من المعادن النادرة.
وعلى صعيد آخر، أمام الصين خيارات كثيرة لتنويع شركائها التجاريين وتعزيز انفتاحها رفيع المستوى على العالم وحفز الاستهلاك الداخلي وزيادة استثماراتها في القطاعات التكنولوجية الحديثة، بما يدفع المؤسسات الصينية لرفع قدراتها التنافسية في الأسواق الدولية وتقليل اعتمادها على السوق الأمريكية.
وأوضحت ” ياي شين هوام ” وكما أكدته وزارة التجارة الصينية الخميس الماضي أن الصين لا تريد الحرب التجارية، لكنها لا تخاف منها، أكدت الصين أن قنوات التواصل مفتوحة أمام الجانب الأمريكي، ودعت الصين إلى الولايات المتحدة لحل الخلافات عبر الحوار والتنسيق، لكن الحوار لازم أن يكون على أساس المساواة والعدالة والاحترام المتبادل.
وإذا استمرت الولايات المتحدة في سياساتها الخاطئة، فإن الصين ستقاتل مع الولايات المتحدة حتى النهاية.
التأثيرات السلبية للرسوم الجمركية الأمريكية
وأضافت ” ياي شين هوا” تؤدي زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على دول أخرى إلى تأثيرات سلبية على التنمية الاقتصادية العالمية. أولا، انتهكت هذه السياسة الأمريكية بشدة الحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى، ووضعت الأحادية فوق القواعد الدولية، مما يقوض عدالة التجارة العالمية. في الوقت نفسه، يعد هذا السلوك انتهاكًا خطيرًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويقوض النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد، ويزعزع استقرار النظام الاقتصادي العالمي، ويعطل سلاسل الإمداد والنظام التجاري الدولي، ويزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
على صعيد آخر، تكون هناك تأثيرات على الصادرات الدولية.
أزمة الشركات متعددة الجنسيات
وتابعت: على سبيل المثال، إن الدول التي تعتمد على السوق الأمريكية (مثل الصين والمكسيك) قد تشهد تراجعًا في صادراتها، مما يضغط على نموها الاقتصادي. كما أن الشركات متعددة الجنسيات التي تعتمد على مكونات مستوردة قد تواجه تكاليف أعلى، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع النهائية. وفي هذا الظل، فإن المستهلكين سيتحملون التكاليف الأعلى من السابق لشراء السلع الضرورية.
لذلك، فإن الصين أكدت لمرار أن لا فائز في الحروب التجارية والجمركية، ولا تريد الصين خوض الحرب التجارية، وتدعو دائما إلى حل الخلافات عبر الحوار والتفاوض، لكنها تلتزم أيضا بحزم بمصالحها المشروعة، ولن تقبل أبد سياسة الهيمنة من الولايات المتحدة.
فرض القيود على سلاسل التوريد
توسيع نطاق الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، بكين قد تستهدف زيادة الرسوم الجمركية على بعض السلع الأمريكية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل كبير، مثل المنتجات الزراعية، المواد الخام الطبية، والمعدات شبه الموصلة. على سبيل المثال، الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على صادراتها من فول الصويا إلى الصين، وهو ما يشكل أكثر من نصف صادراتها الزراعية، ويمكن للصين أن تزيد الرسوم الجمركية بشكل مستهدف، مما سيؤثر مباشرة على المناطق الزراعية في الولايات المتحدة التي تعد قاعدة انتخابية هامة للرئيس ترامب.
تعزيز القيود على تصدير الموارد الاستراتيجية
من الممكن أن توسع الصين نطاق حظر تصدير المعادن الاستراتيجية، مثل الجادا، الجيرمانيوم، والأنتيمون، وهي مواد أساسية للصناعات التكنولوجية والفضائية والطاقة المتجددة، الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الصين في تأمين حوالي 80% من إمداداتها من المعادن النادرة، و60% من إمدادات الجاد، فرض قيود على هذه المواد قد يضر بالصناعات التكنولوجية الأمريكية، مما يرفع تكاليف الإنتاج ويعقد مسألة إعادة بناء سلاسل التوريد.
ببساطة، الصين لا تتردد في استخدام أوراقها الرابحة لتكريس القوة الاقتصادية والتكنولوجية التي تمتلكها، لتوجيه ضربات مؤلمة للولايات المتحدة إذا استمرت في التصعيد.
السلوك الامريكي قائم على الأنانية المطلقة
وأكدت أن الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كأداة للضغط الأقصى وكوسيلة لتحقيق مصالحها الأنانية، وهذا السلوك قائم على “الأنانية المطلقة”، وينتهك بشدة الحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى، ويضع الأحادية فوق القواعد الدولية، مما يقوض عدالة التجارة العالمية. في الوقت نفسه، يُعد هذا السلوك انتهاكًا خطيرًا لقواعد منظمة التجارة العالمية، ويقوض النظام التجاري المتعدد الأطراف القائم على القواعد، ويزعزع استقرار النظام الاقتصادي العالمي، ويعطل سلاسل الإمداد والنظام التجاري الدولي، ويزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. إنه سلوك صدامي مع المجتمع الدولي، يضع المصالح الذاتية فوق الصالح العام العالمي، ويضحي بمصالح الدول الأخرى من أجل الهيمنة، وفي النهاية سينتهي به المطاف إلى “فقدان الدعم بسبب الظلم”.
ضرورة اتخاذ الصين لإجراءات مضادة
واضافت ان إجراءات الصين المضادة ضرورية، وهي تهدف إلى حماية السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية، وفي الوقت ذاته، للدفاع عن العدالة الدولية ونزاهة النظام التجاري المتعدد الأطراف والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي. أمام السلوك الأمريكي المتنمر، لا يمكن للصين أن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاك الحقوق والمصالح المشروعة لشعبها، ولن تسمح بتقويض قواعد التجارة الدولية.
وتابعت الحروب التجارية والجمركية لا يوجد فيها رابح، الصين لا ترغب في خوض هذه الحرب، لكنها لا تخاف منها. إذا أصرت الولايات المتحدة على شن حرب جمركية وتجارية، فإن الصين ستواجهها حتى النهاية. وفي الوقت نفسه، تأمل الصين في أن تتعاون الولايات المتحدة معها على أساس الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والتعاون الذي يحقق المنفعة للجميع، وأن تُحل الخلافات من خلال الحوار والتفاوض.
وأشارت إلى أن إجراءات الصين المضادة تبعث برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الصين تدافع بحزم عن حقوقها ومصالحها المشروعة، ولن ترضخ للضغوط الخارجية، وفي الوقت ذاته، تسهم في حماية النظام التجاري المتعدد الأطراف والنظام الاقتصادي الدولي، وتدعم استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، كما أن هذا الموقف يساعد على توحيد صفوف الدول الأخرى المتضررة من التنمر التجاري الأمريكي، لمواجهة التحديات معًا، ودفع بناء نظام اقتصادي وتجاري دولي أكثر عدلًا وعقلانية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.