أداة فعالة في مواجهة التنمر.. ما دور الدراما في تعزيز الوعي الاجتماعي؟

صابرين محمد
تتميز الدراما بقدرتها على التأثير الكبير في وعي ووجدان الجمهور، ومنذ فترة بدأت الأعمال الفنية المشاركة في توعية الشعب بمشكلة التنمر الذي يتعرض له البعض، نظرا لاختلافهم نفسيا، أو جسديا، أو حتى تعليميا.
لام شمسية ناقش مسلسل “لام شمسية” في رمضان الماضي مشكلة التنمر على الأطفال في المدارس، من خلال سخرية الطلاب على زميلهم يوسف، الذي قام بدوره الطفل “علي البيلي”، بعدما نشرت والدته نيللي، قامت بدورها الفنانة “أمينة خليل”، منشورا على موقع فيسبوك يروي تفاصيل تعرضهما للتحرش.
وبين المسلسل أنه لابد من تعامل الأسرة بشكل جدي في هذا الأمر من خلال زيارة طبيب نفسي يساعد الطفل على مواجهة التنمر.
وتقابل حبيب تحدث أيضا مسلسل “وتقابل حبيب”، في رمضان الماضي، عن تعرض الأطفال للتنمر من أقرانهم في المدرسة، حيث واجهت ابنة “ليل”، قامت بدورها الفنانة ياسمين عبدالعزيز، سخرية زميل لها بعدما تبولت في بنطالها قبل الذهاب إلى المرحاض.
زي القمر ركز مسلسل “زي القمر” على التنمر الذي يتعرض له البعض بسبب مشكلات خلقية وخاصة الوجه، مثل حكاية “حتة من القمر” التي تعاني بطلتها من وحمة كبيرة في الوجه وهو بطولة الفنانة “لقاء الخميسي“.
إلا أنا “حلم حياتي“ناقش مسلسل “إلا أنا” مشكلة التنمر التي يواجهها مرضى التوحد في المدارس والجامعات، نظرا لعدم قدرتهم على التواصل الاجتماعي بشكل طبيعي.
كما ناقش المسلسل حالات أخرى يتعرض فيها الأشخاص للتنمر، مثل حكاية الفنانة جميلة عوض التي جسدت قصة شابة مريضة بالبهاق. وأخرج المسلسل ياسمين أحمد كامل، فكرة وقصة الكاتب يسري الفخراني، سيناريو وحوار يوسف وجيه، وبالإضافة لبطلة الحكاية مايان السيد، يشارك في بطولته منة عرفة، وتيام مصطفى، ويوسف عثمان، وهنا داود، وإيفا.
رأي النقاد رأى الناقد الفني “طارق الشناوي” أن الدراما لها الدور الرئيسي في إبراز القضايا الاجتماعية الشائكة، مؤكدا أن العمل الفني الذي يحقق نجاحا ويظل حاضرا في أذهان الجمهور عبر التاريخ يتناول قضية تمس الواقع وتلامس احتياجات الناس.
وتابع الشناوي أن الدراما دائما تتناول قضايا مجتمعية، وعلى رأسها قضايا التنمر، منوها بأهمية المعالجة الدرامية من خلال طريقة تنفيذها وتقديمها على الشاشة. من جانبها، رأت االناقدة الفنية “ماجدة موريس” أن تناول القضايا الاجتماعية في الدراما يمثل انعكاسًا لتغيرات المجتمع وتحولاته الفكرية، مشددة على أهمية أن يحمل العمل الدرامي رسائل مهمة تناقش قضايا المجتمع، ويوجد كثير من هذه المسلسلات استطاعت أن تفتح الأعين على القضايا الإنسانية، ومن يقدم هذه المسلسلات يجب أن يتمتع بعنصر مهم، وهو القصة والسيناريو الجيد، وإخراج قادر على ترجمة هذه الأفكار إلى مشاهد مؤثرة.
في النهاية، تعددت وتنوعت الأعمال الدرامية التي عالجت قضية التنمر في المجتمع المصري، وأدخلتنا في رحلة طويلة مع الشخصية بدء من مناقشة أسباب التنمر إلى طريقة مواجهته سواء بالدعم النفسي والارشاد الاجتماعي مثل “لام شمسية” أو بصمود وتحول الشخصيات مثل ما حدث في مسلسل “لعبة نيوتن” الذي اضطرت فيه هنا، جسدت دورها الفنانة منى ذكي، إلى اتخاذ قرارت متسرعة وجريئة لترد على الإساءة التي وجهت لها دائما في الصغر بأنها ضعيفة ولا يمكنها فعل شيء.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.