تقارير

السلة الغذائية للضفة الغربية.. لماذا يتعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف مخيم جنين؟

القاهرة: العاصمة والناس    

تعرض مخيم جنين الفلسطيني على مدار شهرين ونصف لحملة عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة لسنين، حيث تم تدمير مناطق شاسعة من المخيم، بينما أظهرت الأقمار الصناعية تغير ملامح المخيم، وذلك بالتزامن مع مخاوف أثارها مسئول فلسطيني بتصريحات إعلامية عن وجود خطة لإخلاء المخيم الذي سجلت أرضه بطولات المقاومة الفلسطينية، بينما ظل حارسا لمناطق الضفة الغربية من مخططات الاحتلال.

ونقلا عن هيئتي الأونروا والإحصاء الفلسطينية، وموقعي نيو يورك تايمز وميديا لاين، هذه أهم المعلومات عن مخيم جنين وأهميته التي قد تجعل الاحتلال الإسرائيلي يسعى في إزالته.

-مخيم جنين والدور الاستراتيجي

يحتل مخيم جنين موقعا هاما بين نهر الأردن والخط الأخضر الفاصل بين الضفة والأراضي المحتلة، بينما يحده من الشمال منطقة مرج ابن عامر الخصبة التي يهتم بها الاحتلال الإسرائيلي، ونظرا لخصوبة الموقع يعتبر المخيم بمثابة السلة الغذائية للضفة الغربية، ولا يقتصر دوره عند ذلك إذ أن البعد الكبير بين موقع مخيم جنين ومدينة رام الله صنعت بيئة خصبة لنمو حركات المقاومة المسلحة التي تتخذ من المخيم رأس حربة لمهاجمة أراضي الداخل المحتل، بينما تتصدى على الخطوط الأمامية لمحاولات التوسع الاستيطاني لداخل الضفة.

-من رحم الشتات ولدت الأسطورة

ينحدر أهالي المخيم من أبناء مدينتي حيفا وجبل الكرمل النازحين تحت وطأة هجمات العصابات الصهيونية إبان حرب 1948، حيث أقام النازحون في معسكر بريطاني مهجور ثم تم نقلهم لمحطة قطار عثمانية معطلة لتقرر هيئة الأونروا لتشغيل اللاجئين إقامة المخيم شمالي مدينة جنين عام 1953، حيث أقام النازحون بيوتهم من الطين ثم لاحقا تطور المخيم لبنايات الأسمنت في السبعينيات، وقد بلغ المخيم أكبر عدد من السكان عام 2023 بتواجد نحو 15 ألفا من الأهالي.

-عش الدبابير

أطلق الإعلام الإسرائيلي على مخيم جنين عش الدبابير؛ نظرا لشدة بأس أهالي المخيم، وانطلقت شرارة النضال داخل المخيم مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث تواجدت جماعتي النمور السوداء والنسور الحمراء التابعة لهيئة التحرير الفلسطينية لتنظم العمل المسلح، ولكن المخيم لم يتصدر حينها معارك المقاومة.

شهد المخيم ذروة بطولاته خلال انتفاضة الأقصى عام 2002، حين قادت حركات المقاومة عدة عمليات استشهادية ضد المستوطنين أسفرت أقواها عن مقتل 29 إسرائيليا، ليرد الجيش الإسرائيلي عليها بهجوم كاسح استخدم خلالها المروحيات والجرافات ليقتل مئات الفلسطينيين ونصفهم من المدنيين مع تدمير عشر مساحة المخيم وتشريد 400 أسرة، إلا أن الهجوم الإسرائيلي لم يمر دون خسائر حيث كبد المقاومون جيش الاحتلال 23 جنديا.

-محاولة للتهجير

اقترح وزير الإسكان بالسلطة الفلسطينية حينها تغيير موقع المخيم بسبب الدمار الذي لحق به، ولكنه واجه رفضا من قبل الأهالي الذين اعتبروا المخيم رمزا للمقاومة لا يستغنى عنه، وتأخرت إعادة الإعمار حتى قامت بها هيئة الغوث وسط تضييق إسرائيلي وصل لحد قتل مدير المشروع التنفيذي للمخيم بطلقة قناص إسرائيلي.

-استهداف ودمار متكرر

غاب مخيم جنين عن الأنظار كبقعة للمقاومة، ولكن لم يلبث حتى وقعت حادثة فرار سجن جلبوع حين استضاف المخيم 2 من المحررين، وكان ذلك بجهود بعض الشباب التي تحولت لاحقا لنشأة كتيبة جنين التي ضمت مقاتلين من مختلف الفصائل من الشباب والتي بدأت تنفيذ هجمات ضارية على الحواجز الإسرائيلية.

وضعت دولة الاحتلال المخيم نصب أعينها لتكرر اجتياحه يناير 2023 بحملة غير مسبوقة منذ مجزرة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد نحو 20 من المقاومين والمدنيين، ولم تلبث دولة الاحتلال حتى كرر مهاجمة المخيم خلال طوفان الأقصي بالطيران المسير لتسفر عدة غارات جوية عن استشهاد العشرات بينهم نسبة من المدنيين.

ويقع المخيم منذ مطلع سنة 2025 تحت وطأة اقتحام إسرائيلي عنيف أدى لدمار واسع داخل المخيم هدد بمحو ملامحه وذلك مع تهجير عدد كبير من العائلات.


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?