العالم

التهجير القسري جزء من مخطط تصفية القضية الفلسطينية

القاهرة: العاصمة والناس    

أكد واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن أحد الأهداف الاستراتيجية للحرب التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة هو تصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك التهجير القسري للفلسطينيين.

وأوضح ابو يوسف في تصريحات خاصة لـ”الدستور” أن الاحتلال الإسرائيلي يرى أن الظروف الراهنة، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مناسبة لتنفيذ مخطط التهجير، مستهدفًا بالدرجة الأولى سكان قطاع غزة.

حكومة الاحتلال تعمل على فرض تهجير قسري على الفلسطينيين 

وأشار أبو يوسف إلى أن حكومة الاحتلال تعمل على فرض تهجير قسري على الفلسطينيين، مروجة لفكرة “الهجرة الطوعية”، رغم أنها لم تحقق أي نجاح في هذا الإطار. وأكد أن هذا المخطط يواجه رفضًا فلسطينيًا وعربيًا واسعًا، إذ عبرت كل من مصر، الأردن، والسعودية عن موقف واضح برفض أي محاولة لفرض التهجير القسري على الفلسطينيين، كما جاء في القمة العربية. 

بدلاً من ذلك، يتم التأكيد على ضرورة تعزيز صمود الفلسطينيين وإعادة إعمار قطاع غزة، تفاديًا لتنفيذ المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية.

كما شدد على أن نجاح الاحتلال في تهجير سكان غزة يعني أن المرحلة التالية ستكون تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، وهو هدف استراتيجي للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وخاصة الحكومة الحالية ذات التوجهات اليمينية المتطرفة. 

وأكد أن تصفية القضية الفلسطينية تشمل القضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو ما بدأ منذ نكبة 1948 وتواصل من خلال سياسات التوطين القسري في مخيمات الشتات.

وأضاف أبو يوسف أن الاحتلال يعمل على تصفية المخيمات الفلسطينية من خلال الهجمات العسكرية المتكررة، كما حدث في مخيم جنين، مخيم طولكرم، مخيم الفارعة، وغيرها من المخيمات المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة. 

واعتبر أن هذه السياسة تهدف إلى القضاء على رمزية المخيمات كدليل على حق العودة، وبالتالي تقويض الأسس القانونية والسياسية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين.

أما فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، فأكد أبو يوسف أن إسرائيل تعمل على منع أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرة القدس جزءًا من سيادتها المطلقة. وأشار إلى أن الاحتلال يسعى إلى تصفية التمثيل السياسي الفلسطيني، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

وفيما يخص المحاولات الإسرائيلية للتفاوض مع دول إفريقية وآسيوية لقبول المهجرين الفلسطينيين، شدد أبو يوسف على أن هذه الجهود محكومة بالفشل، نظرًا لصمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه في البقاء على أرضه. وأشار إلى أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب الرفض الفلسطيني القاطع لها، وكذلك الموقف العربي والإسلامي والدولي الرافض لتهجير الفلسطينيين.

وختم أبو يوسف تصريحه بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ثابت على أرضه ولن يقبل بأي محاولات للتهجير القسري، مشيرًا إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين عادوا إلى شمال قطاع غزة فور الإعلان عن تهدئة، رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمناطق السكنية. وأكد أن الاحتلال يراهن على تدمير البنية التحتية والضغط الاقتصادي لدفع الفلسطينيين إلى الهجرة، لكن هذا الرهان سيفشل أمام إرادة الصمود والمقاومة.


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى