“هتك عرض وليس تحرش”.. حقوقي يُجيب عن كل تساؤلات “لام شمسية”؟

القاهرة: العاصمة والناس
جريمة تُرتكب في الخفاء ولا تسقط بالتقادم، تاركةً آثارًا سلبية قد تلازم الضحية مدى الحياة.. هكذا أعاد مسلسل” لام شمسية” قضية التحرش بالأطفال إلى الواجهة، مسلطًا الضوء على واحدة من أخطر القضايا الشائكة في مجتمعنا.
وأثار المسلسل جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طرحت العديد من التساؤلات القانونية حول الجريمة التي تناولها، ويوضح المحامي الحقوقي عبد الرازق مصطفى، المتخصص في قضايا الطفل، في حديثه لـ”مصراوي”، الأبعاد القانونية لهذه الجريمة.
ما هو المسمى القانوني للجريمة التي ناقشها المسلسل؟
قال “عبد الرازق مصطفى”، في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، أن الكثيرين يطلقون على هذه الجريمة البشعة مسمى “تحرش”، في حين أن توصيفها القانوني الصحيح وفقًا لقانون الطفل هو جريمة هتك عرض.
ما الفرق بين التحرش وهتك العرض؟
أوضح عبد الرازق مصطفى أن “التحرش” هو جريمة تُرتكب من قبل بالغ ضد بالغ، سواء بالقول أو بالملامسة، قد تتحول إلى جريمة “هتك عرض” في حالات الاعتداء على المناطق الحساسة أو الاغتصاب.
أما في حالة الأطفال فإن الأمر يختلف تمامًا، إذ إن مجرد ملامسة جسده أو مناطقه الحساسة يُعد جريمة هتك عرض وفقًا للقانون، وذلك لأن جسد الطفل يتمتع بحُرمة مشددة، كونه غير قادر على حماية نفسه أو إدراك الاعتداء الواقع عليه.
هل يُعتد برضا الطفل في مثل هذه الجرائم؟
أكد عبد الرازق مصطفى في حديثه لـ”مصراوي” أن قانونًا لا يعتد برضا الطفل في مثل هذه الجرائم، إذ قد يجهل المجني عليه بحكم صغر سنه أن ما يتعرض له يُعد جريمة وانتهاكًا لحرمة جسده، حتى أنه في بعض الحالات قد يحمل مشاعر معينة تجاه الجاني بسبب قلة وعيه.
ما العقوبة القانونية المتوقعة في مثل هذه الجرائم؟
أوضح المحامي الحقوقي أن العقوبة في جرائم هتك عرض الأطفال تُحدد وفقًا لما تراه المحكمة من أدلة وما يطمئن إليه القاضي، حيث تتراوح العقوبة وفقًا لقانون العقوبات المصري بين 7 إلى 15 عامًا من السجن.
وتُشدد العقوبة إذا كان الجاني ممن لهم سلطة على الطفل، مثل الأب أو المدرس أو أي شخص يقع على عاتقه مسؤولية رعاية الطفل، نظرًا لاستغلاله الثقة التي الممنوحة له.
ما الإجراءات القانونية الواجب اتباعها عند تعرض طفلك لجريمة هتك عرض؟
أوضح المحامي “عبد الرزاق” أن أول خطوة يجب اتخاذها عند اكتشاف تعرض الطفل لجريمة هتك عرض هي الإبلاغ الفوري، ويفضل في البداية التواصل مع خط نجدة الطفل (16000)، ومن ثم التوجه مباشرة إلى قسم الشرطة التابع له وتحرير محضر رسمي ضد الجاني بتهمة هتك العرض.
وفي حالة وقوع اعتداء جسدي، يجب على الأسرة التحفظ على ملابس المجني عليه وعدم غسلها، وتسليمها إلى جهات التحقيق لفحصها وإثبات الاعتداء.
وشدد “عبد الرزاق” تقديم الدعم النفسي والقانوني للطفل لمساعدته على تجاوز آثار الجريمة دون الشعور بالخوف أو الذنب.
وفي حال تخوف الأب أو الأسرة من الفضيحة والضغوط الاجتماعية، يمكن للأم أو أي شخص مسؤول عن رعاية الطفل تقديم بلاغ إلكتروني للنائب العام عبر الموقع الرسمي، مع توضيح أسباب عدم القدرة على التوجه إلى قسم الشرطة.
واختتم المحامي عبد الرازق مصطفى حديثه لـ”مصراوي” بالإشارة إلى تزايد قضايا الاعتداء على الأطفال في المجتمع المصري خلال الآونة الأخيرة، مستشهدًا بعدد من القضايا البارزة التي أثارت الرأي العام، مثل قضية مدرسة المصرية للغات، وواقعة طفلة المعادي، وقضية الطفلة جانيت السودانية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.