العالم

الخطة المصرية لإعادة إعمار غـ ـزة تثير الجدل بين التأييد الدولي والتحفظات الأمريكية

القاهرة: العاصمة والناس    

أثارت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة ردود فعل متباينة بين القوى الدولية، فبعد ساعات من إعلانها، قوبلت برفض المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز، الذي صرح بأنها “لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا”.

ومع ذلك، وبعد أيام قليلة، بدا أن الموقف الأمريكي يتغير، حيث وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الخطة المصرية بأنها “خطوة أولى حسنة النية”، ما يعكس تحولًا في التقييم الأمريكي.

تأييد عربي ودولي للخطة المصرية

يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، أن الخطة المصرية مشروع طموح يحظى بدعم عربي وإجماع دولي، حيث أصدرت دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بيانًا مشتركًا يعبر عن تأييدها لهذه الجهود، بالإضافة إلى الدعم الذي أبدته كل من الصين وروسيا.

وأشار الرقب إلى أن الخطة المصرية تهدف إلى إعادة إعمار غزة دون تهجير السكان، مع التركيز على إعادة تأهيل البنية التحتية بتكاليف أقل من 53 مليار دولار التي طُلبت في البداية، ما يجعلها حلاً عمليًا وواقعيًا.

العقبات أمام تنفيذ الخطة

وأوضح الرقب أن التمويل ليس العائق الأساسي أمام تنفيذ الخطة، إذ يمكن للدول العربية والداعمين الدوليين توفير المبلغ المطلوب بسهولة، لكن العقبة الكبرى تكمن في الاحتلال الإسرائيلي، الذي لم يمنح حتى الآن الموافقة على تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، ولم يسمح بإدخال المساعدات الأساسية مثل الخيام والمساكن المتنقلة.

خطة ترامب تهدد السلام الإقليمي

في المقابل، اعتبر المجلس الأطلسي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يجب أن يعتبر الخطة المصرية نقطة انطلاق للمفاوضات، نظرًا لعدم وجود أي خطة واقعية أخرى على الطاولة.

وأشار المجلس إلى أن اقتراح ترامب بالتهجير القسري للفلسطينيين غير منتج، حيث أكدت مجموعة من 144 نائبًا ديمقراطيًا في الكونجرس الأمريكي أن خطة ترامب تقوض الموقف الأخلاقي للولايات المتحدة.

مقارنة بين الخطتين المصرية والأمريكية

الخطة المصرية ترتكز على إبقاء الفلسطينيين في قطاع غزة أثناء إعادة الإعمار عبر ثلاث مراحل، وقد حازت على دعم القادة العرب. بينما تتجاهل خطة ترامب الفلسطينيين وتستمر في نهج السياسات المثيرة للجدل التي اتبعها خلال ولايته الأولى.

كما أن خطة ترامب تفتقر إلى رؤية واضحة بشأن كيفية تنفيذ نقل مليوني فلسطيني من قطاع غزة، إضافة إلى غياب استراتيجية واضحة حول الدول التي ستستقبلهم. بينما تقدم الخطة المصرية إجابات أكثر واقعية لهذه التحديات، خصوصًا فيما يتعلق بالمستقبل السياسي لغزة.

انعكاسات الموقف الأمريكي

يشير التقرير إلى أن إدارة ترامب كانت ستستفيد من دعم الخطة المصرية، حيث تعهد ترامب خلال حملته الرئاسية بإحلال السلام في الشرق الأوسط، وكان دعم الخطة المصرية سيساعده على تحقيق هذا الوعد.

لكن في المقابل، فإن أي محاولة لإبعاد الفلسطينيين قسرًا عن غزة، كما تقترح خطة ترامب، ستؤدي على الأرجح إلى مقاومة مسلحة، مما يعيد المنطقة إلى حالة الحرب وعدم الاستقرار.


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى