عادات رمضان في بورسعيد: بين الماضي والحاضر

القاهرة: العاصمة والناس
يحتفظ أهالي بورسعيد بعادات رمضانية مميزة، استمر بعضها مع تطور العصر بينما أصبح البعض الآخر مجرد ذكريات. من أبرز هذه العادات تناول البط والمحشي في إفطار أول أيام شهر رمضان الكريم، إلى جانب المشروبات الرمضانية والحلويات الشرقية مثل الكنافة والقطايف.
يؤكد المؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض، أن تناول البط في أول أيام رمضان ليس من التقاليد البورسعيدية الأصيلة، بل انتقلت إلى المدينة بعد التهجير واكتسبها الأهالي من الفلاحين. وهناك رواية أخرى تشير إلى أن هذه العادة بدأت في القرن التاسع عشر، عندما أراد المصريون منافسة الأجانب الذين كانوا يتناولون الديك الرومي في احتفالاتهم، فاختاروا البط كبديل اقتصادي.
تشتهر السيدات في بورسعيد بشراء البط قبل رمضان بوقت كافٍ، حيث يصل سعر الكيلو في بعض المحال إلى 100 جنيه. ويُطهى البط بطرق تقليدية، منها حشوه بالبصل المتبل (المارتة) وسلقه في مرق متبل، ثم تحميره في الفرن ليصبح ذهبي اللون. تتنافس المطاعم على تقديمه بطرق مختلفة.
يتذكر كبار السن في بورسعيد أجواء رمضان القديمة، حيث كانت الأحياء تملؤها المحبة والتواصل، والجيران يتبادلون الأطعمة يوميًا. كما كانت هناك عادة “العادة”، حيث يجوب الأطفال البيوت بالفوانيس طالبين الحلوى والتمر، وتُقدم الحلوى لهم بعد مدفع الإفطار.
أما زينة رمضان، فقد تطورت من الشراشيب الورقية إلى الأضواء الحديثة، كما تغيرت صورة المسحراتي فلم يعد يحمل الطبلة وينادي بأسماء العائلات كما في الماضي. رغم هذه التغيرات، تبقى روح رمضان في بورسعيد مميزة بتقاليدها وذكرياتها العريقة، ولا تزال الدورات الرمضانية لكرة القدم موجودة في الشوارع بالأحياء القديمة، وتطورت إلى الملاعب الخماسية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.